المشاركات الشائعة

أنا مصاوي

01 يناير 2012

لمساسي : ما وقع قضاء وقدر

خرج عن صمته وقال : إن وضعيته النفسية صعبة وأبدى رغبته في مغادرة الوداد 

 


في أول خروج إعلامي له منذ واقعة شريط الفيديو الذي تم بثه، على موقع «اليوتوب»، كشف عبد الرحمان لمساسي لاعب الوداد الرياضي لكرة القدم، تفاصيل مثيرة عن الواقعة.
وقال لمساسي في حوار أجرته معه «المساء» إنه صدم بما وقع واضطر إلى الانعزال، لأنه لم يقو على مواجهة الناس، مؤكدا أن شريط الفيديو تم التلاعب فيه، وإن كان اعترف أنه كان فعلا يدردش مع فتاة على الأنترنت.
وأبرز لمساسي أن ما حدث أثر على والدته وأقعدها الفراش خصوصا أنها تعاني من مرض السكري.
وأكد لمساسي أنه مؤمن بالقضاء والقدر، مبديا أسفه لما حدث والذي دفع البعض على حد قوله إلى «النهش الرخيص  في  عرضه وسمعته»، كما أشار إلى أنه لم يعد قادرا على الاستمرار مع الوداد، وأنه يرغب في تغيير الأجواء.
- ما هي الخلفيات الحقيقية لما أصبح يعرف بقضية «الفيديو»، كيف استقبلت الحدث للوهلة الأولى؟
< شعرت للمرة الأولى بصدمة قوية جدا،  فلم أعد أدري ما يدور حولي، وتواترت في خلدي حينها العديد من السيناريوهات المحتملة التي تفسر انتشار اللقطات التي يتضمنها شريط الفيديو على نطاق واسع وبسرعة مهولة، كما طرحت مع نفسي كما هائلا من الأسئلة حول مصدر الشريط، وما هو الهدف من بثه الآن بالضبط، هل للأمر علاقة معينة مع دنو ديربي الوداد والرجاء مع ما يعنيه ذلك من محاولة أطراف معينة الاصطياد في الماء العكر  بغرض تشتيت تركيز لاعبي الوداد، لما يحيط بالمناسبة من حساسيات وحسابات خاصة بين جمهوري الفريقين، ومن ثمة كان الاتجاه نحو البحث عن ضحية محتملة، وللأسف وقع علي الاختيار لأدفع ثمن صراع الطرفين المتنافسين.
- ما الذي قمت به بعد تفجر ما أصبح يعرف بقضية الشريط؟
< لقد تجاوز الحدث المؤسف السياق الرياضي والأخلاقي   المحض صوب النهش الرخيص في أعراض وسمعة الآخرين بدون وازع وبدون ضمير.
الشيء الوحيد الذي تسلحت به حينها هو إيماني القوي بالله وبالقدر خيره وشره، مما مكنني من امتصاص قوة الصدمة خاصة خلال تأثيراتها الأولية التي عادة ما تكون جد صعبة ولا تطاق،  كما بادرت بدون أدنى تردد للتوجه  لمسقط رأسي (فاس) من أجل شد عضد والدتي التي تناهى لعلمها الخبر السيء فازدادت حالتها الصحية سوءا خصوصا وأنها كانت قبل ذلك طريحة الفراش لمعاناتها من داء السكري.
- أنت تقول إن الشريط تمت فبركته، لكنك تظهر فيه؟
< كل ما يمكنني التأكيد عليه في هذا الإطار أنني لا يمكنني أن أصل شخصيا للحد الذي تم تداوله عبر الشبكة العنكبوتية، فما تلقـنته من أخلاق ومبادئ وسط عائلتي الصغيرة يمنعني من الوقوع في زلة مماثلة يندى لها الجبين، أضف إلى ذلك بأنني أنتمي لعائلة متوسطة الحال لكنها متشبعة بفضائل الأخلاق.
لا يمكنني أن أنكر بأنني كنت كغيري من أبناء جيلي كنت بصدد دردشة على النت مع إحدى الفتيات بشكل عادي وغير مريب بدون أن يتطور الوضع لما تم تداوله في المنتديات، إذ بدا لي الأمر مقصودا لربما من جهات غير معلومة تنتمي لجمهور الغريمين التقليديين الوداد أو الرجاء  حاولت المس بسمعتي، لقد اعتبرت الحدث بمثابة امتحان إلاهي ليس إلا علي اجتيازه بما يلزم من صبر وتحمل  إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، عموما أرجو من الله  أن ينال كل مذنب حقه.
- وكيف واجهت الأمر؟
< لقد كان حجم دهشتي لا يوصف للوهلة الأولى، في بادئ الأمر تبادر لذهني سؤال يتعلق بالطريقة التي سأتمكن بواسطتها من مواجهة المحيط الخارجي الذي لن يعدم صياغة الأحكام الجاهزة  والمسبقة وتجهيز المشانق وبالتالي فهو لا يرحم أبدا.
بطبيعة الحال آمنت بألا أحد سيصدق تبريراتي للحدث، ولا أخفيك فقد كان  التأثير شديد الوقع على عائلتي الصغيرة ما دام أن صورتي ووضعي الاعتباري قد تلطخ بالمغرب  وخصوصا داخل مدينتي الأصلية فاس التي أحظى داخلها باحترام وتقدير بالغين.
- كيف هي حالتك النفسية حاليا، هل تمكنت من التعايش مع واقعك الحالي؟
< للأسف لازلت أمر من وضعية نفسية غاية في السوء وغير مسبوقة من فرط التفكير فيما وقع لي  مما اضطرني للتوقف مكرها عن التداريب اليومية والتي تتطلب تركيزا وانضباطا صارما  باستثناء تداريب خفيفة أقوم بها على انفراد  سواء  بغابة عين الشقف بفاس أو داخل إحدى قاعات تقوية العضلات بالمدينة ذاتها.
- إذا لن تشارك في مباراة الديربي؟
< بطبيعة الحال لن أشارك في فعاليات الديربي، للأسف كم كنت أمني النفس بالمشاركة في اللقاء الذي ينتظره كل لاعب لأنه يمثل قمة كروية غير مسبوقة بالدوري الوطني، كما توخيت المشاركة من أجل تقديم الدعم لفريق الوداد الذي يجتاز مرحلة  فراغ شديدة الحساسية شخصيا أعتبرها طبيعية، وبدون شك ناجمة بالأساس عن المخلفات السلبية للإقصاء سواء من نهائي منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ضد الترجي التونسي، أو من نصف نهائي كأس العرش  مما أرخى بظلاله على مستوى وأداء اللاعبين، ويقيني بأن الوداد يمتلك كل الإمكانيات لتجاوزها.
 وبالمناسبة ألتمس من مسؤولي وجمهور الفريق «الأحمر» مساندته لاجتياز هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الوداد خصوصا وأن مشوار البطولة الوطنية لا يزال طويلا، والفرصة لا زالت متاحة للاعبين من أجل الاستدراك واستعادة التألق.
ولتحقيق نتيجة إيجابية خلال الديربي السبت المقبل على اللاعبين عدم تضخيم المباراة واعتبارها عادية وغير استثنائية.
- هل سبق واتصل بك مسؤولو فريق الوداد البيضاوي في عز ما اجتزته من ظروف صعبة؟
< بالفعل تلقيت مساندة كل من رئيس الفريق عبد الإله أكرم وابنه حفيظ، والكاتب العام مرباح وجلال فاضل المدرب المساعد، كما آزرني اللاعبون السابقون للفريق ، وللتاريخ، كان وقع الصدمة قويا علي والحمد لله تمكنت جراء هذه المساندة من التخفيف منه، وأحسست للحظات بالدفء والطمأنينة.
- متى ستعود لاستئناف تداريبك برفقة الوداد؟
< لاشيء يؤرقني في الوقت الراهن سوى الحالة الصحية بالغة السوء لوالدتي السقيمة، فأنا ملزم أن أبقى بجانبها.
وفي حال استقرت الوضعية سأسافر للعاصمة الاقتصادية بغرض مفاتحة أعضاء المكتب المسير للوداد في أمر البحث عن مخرج لوضعيتي، بمعنى سأطلب منهم تسليمي وثائق مغادرة الفريق بدون رجعة لأنني لم أعد أمتلك للأسف القدرة على البقاء بصفوفه بعد الذي حدث لي، وبالمناسبة ألتمس من مسؤولي الوداد تلبية طلبي بدون أدنى تردد لفك الارتباط عبر إيجاد صيغة ودية لذلك، لأنني أشعر حاليا بإرهاق لا يوصف.
- إذن هل تلقيت بالمناسبة عرضا معينا من إحدى الفرق التي ترغب في خدماتك؟
< أبدا، لم يتصل بي أي فريق بالمغرب، لكن لا زالت تحدوني الرغبة في الانضمام لإحدى الفرق الوطنية لمتابعة مشواري الكروي.
إذن تستبعد فكرة الاعتزال بعد الذي حدث؟
لا أفكر في الاعتزال ما دام أنني اقتنعت بأن سنة الحياة تقتضي الإيمان بالقدر خيره وشره، أتمنى صادقا تجاوز هذه المحنة في أفق البصم عن مسار كروي جديد.
- هل من رسالة لجمهور الوداد خصوصا  وللجمهور المغربي على وجه العموم؟
< أشكر كل من وقف بجانبي وساندني، وأرجو صادقا  ألا يؤثر الحادث بأي شكل من الأشكال على سمعة ومسيرة فريق برمته.



حاوره: محمد راضي

ليست هناك تعليقات: